مناھج مفسری شبہ القارۃ الھندیۃ فی إثبات وجود اللہ تعالی
##plugins.themes.academic_pro.article.main##
Abstract
لقد تعددت مناهج العلماء في إثبات العقائد الإسلامية، والرد على ما يخالفها، فمنهم من سار على المنهج النصي القرآني، ومنهم من أضاف إليه المنهج العقلي الكلامي أيضا.
یعتبر الایمان بوجود اللہ تعالی أصل الأصول فی الدین، وھذا الإیمان أمر فطری فی البشر جمیعا، فكل انسان یقر یوجود اللہ منذ عہد آدم علیہ السلام، والعقل البشری یدرك ھذہ الحقیقۃ الاسمی، بما اودع اللہ فیہ من ضرورۃ یحس بہا دون ان یكون بحاجۃ الی منھج مرسوم یسلكہ للتعرف علی خالقہ وبارئہ ومكونہ من العدم ومیسر رزقہ وتقلبہ فی ھذہ الحیاۃ۔
اذ كانت الاشارات التی تشیر الی اللہ اكثر من ان تحصی، انھا تنبعث من كل موجود من النبتۃ الصغیرۃ الملتصقۃ بالارض الی النخلۃ الباسقۃ الذاھبۃ فی السماء ومن النمل یدب علی الارض الی النسور المحلقۃ فی الفضاء، بل من كل كائن فی الارض الی كل كوكب ونجم فی السماء، كل ھذہ المخلوقات تشیر الی ھذہ الحقیقۃ، اشارۃ ضروریۃ لازمۃ وحتمیۃ مطلقۃ فھی من الامور القطعیۃ التی تضافرت الادلۃ الحسیۃ علی اثباتھا۔
وعرفت شبه القارة الهندية بعلماء أفذاذ كثيرين نبغوا في خدمة العلوم الإسلامية، ومن هؤلاء الأفذاذ العلامة صديق حسن خان القنوجي -رحمه الله- فی آخر القرن العشرین، وقد ترك هذا العالم الجليل الأثر الكبیر والواضح فی المجتمعات الإسلامية ولا سيما المجتمعين الهندی والباكستانی من خلال كتبه التي وضعها فی مجالات شتی، وأخص بالذكر منھا الكتاب المفيد والنافع الماتع التفسير العظيم: فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة صدیق حسن خان القنوجی۔
قد ذكر الله سبحانه وتعالى حججا قاطعة و براھینا ساطعة علی إثبات وجوده فی القرآن الكریم مرارا وتكرارا، فقد یحثنا سبحانه وتعالى علی التفكیر فی ھذا الكون وما بینه من بناء السموات إلى الأرض ومن صناعة الجبال إلى الأبحر، ومن إنشاء الجمادات إلى النبانات، ومن خلق الحیوانات إلى الإنسان، ومن إیجاد الحقول إلی الثمار وإلى غیر ذلك مما یتبین لنا أحیانا بالصراحة والبداھة وأحیانا بالتعقل و بالإشارة من خلال آیات القرآن، فاستدل الشیخ من ھذه الإختراعات والإنشاءات علی إثبات وجود الله سبحانه وتعالى موضحا ومفسرا الأدلة من القرآن الكریم حسب منھجہ۔